روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | أبدت إعجابها بشجاعة المحجبات

صباحاً 11 :23
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
19
الجمعة
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > أبدت إعجابها بشجاعة المحجبات


  أبدت إعجابها بشجاعة المحجبات
     عدد مرات المشاهدة: 1953        عدد مرات الإرسال: 0

=حجاب كندية غير مسلمة إعتراضا على منعه=

بعد يوم من طرح الحكومة الكيبيكية لمشروع ميثاق القيم الكيبيكي في السابع من نوفمبر 2013 والذي يضيق الخناق على أتباع الأديان المختلفة وخصوصا المسلمات المحجبات قررت الكندية نورا جيفري أستاذة التاريخ بجامعة كونكورديا أن ترتدي الحجاب في العمل رغم أنها غير مسلمة.

وقالت نورا إنها فكرت في إرتداء الحجاب منذ بدء الحديث عن هذا التشريع الذي حمل رقم 60، والذي بمقتضاه يُمنع الحجاب في الأماكن الحكومية.

وأكدت أستاذة التاريخ أن قرارها بارتداء الحجاب ليس فقط كنوع من الإحتجاج، ولكن لدعم الأشخاص الذين يستهدفهم هذا التشريع المرتقب، خاصة أنها كموظفة في قطاع حكومي سيكون إرتدائها للحجاب في العمل رسالة واضحة لرفضها القانون المطروح.

ووفقًا لصحيفة مونتريال جازيت الكندية فإن نورا إقتربت من خطوة ارتداء الحجاب بالتدريج، وحتى قبل تقديم القانون، فقد إشترت وشاحا يمكن أن يكون حجابا، وبدأت في إرتدائه في العمل، وأثناء التسوق، وعند إصطحابها لأطفالها من المدرسة.

¤ كيف تشعر المحجبة؟

وعن تجربة إرتدائها للحجاب تقول: منذ بدأت في إرتداء الحجاب شعرت بنوع من النبذ وتحاشي الناس لي، وشعرت بآلام المحجبات هنا أو بالأحرى تصورت كيف يشعرن، ومدى عدم الإرتياح الذي يحسسن به.

وقالت نورا إنها شعرت برغبة في أن تخبر الناس بأنها ليست مسلمة، وإنما تفعل هذا فقط لمعارضة القانون.

ولكن بعد طرح القانون رسميا شعرت بأن توضيحها للناس بأنها غير مسلمة سيكون نوعًا من الغش، وأن عليها أن تلتزم بموقفها بشكل أكثر اتساقا، وترتدي الحجاب بصورة صحيحة.

¤ عزلة أطفال المحجبة:

وعن موقف طفليها، تقول نورا إن إبنها الأصغر 5 سنوات إعتقد أن الحجاب لا بأس به، فرأيه هو أن للجميع أن يرتدوا ما يريدون.

أما ابنها الأكبر 8 سنوات فكان غير مرتاح عندما وجدها تدخل فصله المدرسي بالحجاب، وقال لها إن الأطفال سخروا منه لأن أمه محجبة.

وقالت لها أم محجبة كانت تقف معها في الملعب لمشاهدة أطفال الروضة وهم يصطفون للذهاب إلى فصولهم إن ابنتها تعاني من النبذ والعزلة في هذه المدرسة.

وأضافت الأم: ليس لإبنتي سوى صديقة واحدة أمها تونسية، وعندما تتغيب هذه الصديقة تقضي ابنتي يومها الدراسي معزولة ووحيدة.

¤ ردود الأفعال:

وفي اليوم الأول لإرتدائها الحجاب في العمل، تلقت نورا ردود أفعال متباينة، فالأشخاص الذين لا يعرفونها لم يقولوا أي شيء، ولم يكن لهم أي ردة فعل.

قالت نورا: شعرت أنه أمر عادي أن أرتدي الحجاب في جامعة كونكورديا، ووجدت الجامعة مكانًا أقل توترًا بالنسبة للحجاب مقارنة بالمترو والطرقات.

أما الناس الذين يعرفونها في الجامعة فتجنبوا التعليق على حجابها حتى بادرتهم هي بالسؤال، حيث قال لها أحد الزملاء: إعتقدت أنك ربما كنت تطلبين الدفء في هذا الطقس البارد.

وعندها شعرت أن عليها توضيح موقفها، وإخبار من حولها عن سبب إرتدائها للحجاب، وقد وجدت موقفًا داعما من زملائها، أما الطلاب فقد غلبت عليهم الدهشة، وإختاروا الإبتعاد عن الدخول في أية نقاشات معها بعيدة عن الجانب الأكاديمي.

وتحكي المحجبة غير المسلمة أنها أخبرت إحدى الأمهات المحجبات في رياض الأطفال وتدعى آدا أنها ترتدي الحجاب في عملها أيضا، فقالت لها: أنا قلقة من أن يسبب هذا الأمر لك مشكلات.

أجابتها نورا: ليس صعبًا علي إرتداء الحجاب، وإنما قد يكون محرجا في بعض الأوقات.

وإستشعرت نورا من خلال تجربتها أنها لا تشعر بحقيقة ما تخوضه المسلمات المحجبات، فهي لديها الحماية الكاملة من زملائها، ومن مجتمعها، ومن إنتمائها الأصلي لهذا الوطن وثقافته.

وإعتبرت نورا أن ارتداء الحجاب لمن ليس له كل هذه المميزات أصعب بكثير، فهو أمر شجاع أن ترتدي امرأة الحجاب مثل آدا وهي تعلم أنها بعد أن تودع أطفالها كل يوم إلى المدرسة أنهم قد يواجهون عزلة إجتماعية وسخرية من الأقران.

وقالت: كل منا على إستعداد لفعل أي شيء لجعل حياة أطفاله أكثر سعادة وسهولة، وأن يساعدهم على المزيد من النجاح، والتزام الأم بالحجاب يعني أن مثل هذه الأمور على المحك، لذا فهو موقف شجاع حقا.

ترجمة: مي عباس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.